السؤال:
أسألكم عن شيء أعيشه الآن وهو اشتعال جذوة الحب والشوق في بداية أسابيع الملكة ثم بعد الجلوس مع الزوجة مرة بعد مرة ومع أشغال الحياة الكثيرة يأتي الفتور العاطفي شيئًا فشيئًا... فهل هذا أمر طبيعي؟ وما هي الأسباب؟ وما هي وسائل العلاج؟ وما هو المنهج الصحيح في العلاقة الزوجية الصحيحة التي لها طابع الديمومة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
تمر الحياة الزوجية بمنعطفات كثيرة، قد تؤثر على سيرها وجودتها بشكل سلبي، فمسئولية الأسرة وظروف الحياة ومعاناتها قد تجعل الحياة عند البعض مجرد روتين يومي ممل، خال من المشاعر والعواطف المتقدة، خاصة من قبل الزوج، مما يفقد الحياة الزوجية طعمها ونكهتها.
وعادة ما تبدأ المشكلة عندما لا يحرص أحد الزوجين أو كلاهما بإبداء عواطفه أو مشاعره لشريكه، برغم احتياج كل منهما لتلك المشاعر، وقد ينتج ذلك عن عدم قدرته على فهم الطرف الآخر، أو عدم قدرته على فهم نفسه هو وما يريد. ثم تزداد وتتفاقم المشكلة عند عدم قدرته على التكيف مع حياته الجديدة وأوضاعه المتغيرة، ورغبته في أن تسير الأمور حسب رغباته هو، دون أن يبذل أي عناء ومشقة لإرضاء الطرف الآخر ولو بكلمة طيبة.
حيث يعتقد الزوج في أغلب الأحيان أن الزوجة يجب أن تدرك من تلقاء نفسها قدر حبه لها دون أن ينطق، وعليها هي أن تقوم بواجباتها له كاملة، دون أن يطري عليها أو يثني على عملها، لأن هذا من واجباتها، ولكي تستمر في خدمته ولا تقصر في حقه. بينما هي تبذل كل ما في جهدها لإرضائه وتمنحه ما قد يفيض عن حاجته من الحب والمشاعر، وتجعله يتصدر المركز الأول في أولويات حياتها واهتماماتها، وتطمع أن تكون هي أيضا قد تصدرت نفس المركز لديه، وتتمنى أن يبادلها نفس الشعور وتنتظر أن تسمع منه كلمات الحب والإطراء الصادقة خاصة تلك التي يعبر بها بعفوية عما في قلبه ولا ينتظر عليها أي مقابل، ولكنها عندما تجده يضن عليها بعواطفه ويخفي مشاعره، سواء بقصد أو بغير قصد، مهما كانت أسبابه، تبدأ هي الأخرى بإخفاء مشاعرها تجاهه كردة فعل منها إما لاعتقادها انه لا يستحق عواطفها، أو ثأرا لكرامتها، أو لتيقنها انه متبلد المشاعر، عندها يبدأ الفتور العاطفي
ورغم أن مسئولية الفتور العاطفي تقع على كلا الزوجين، إلا أن الزوج من وجهة نظري تقع عليه المسئولية الأكبر، فطبيعة المرأة تجعلها قادرة على العطاء وبذل المشاعر والعواطف الجياشة، فهي كقطعة من البخور تحتاج إلى من يشعلها بقطعة فحم متقدة لكي ينتشر شذاها وعطرها في الأجواء، لا أن يحرقها، ولكن سيطرة الرجل وأنانيته تمنعه من أن يبذل الخطوة الأولى فلا يكلف نفسه عناء إشعالها، ويفضل أن يبقى في حياتها كالرماد أو كالفحم المنطفئ، وبالتالي يحرم نفسه ويحرمها هي أيضا من متعة الحب والحياة الزوجية السعيدة.
ولهذا فإن الثقافة الزوجية مطلوبة من الطرفين، فهناك قاعدة متعارف عليها وهي أن (المرأة تعطي كل شيء من اجل الحب.... والرجل يعطي الحب من أجل كل شيء).
أخي الفاضل....
تأكد أن حبك لزوجتك وحبها لك ما زال موجودا، ولكنه كالنبتة الصغيرة تحتاج إلى أرض خصبة، وأمطار متوالية ومتدفقة من المشاعر الصادقة كي تنبت وتكبر، وتحصد ثمارها من الحياة الهانئة السعيدة. ولن يكلفك الأمر أكثر من كلمات حب صادقة تهديها لها لتنعم بحياة زوجية منطلقها التفاهم والتقارب.
فعلى الزوج أن يتعرف على طبيعة المرأة ويبذل ما في وسعه لكي يشبع رغباتها وعواطفها، وكذلك على الزوجة معرفه طبيعة الرجل التي تختلف عن طبيعة المرأة وتحاول أن تتفهم ماهية طبيعة زوجها وتتجاوز عن نسيانه أو بخله في تقديم العواطف لها، بل وتمطره بعواطفها عندما تستشعر منه أي جفاف عاطفي، لكي ترطب هذا الجفاف، فلا يزداد جفافا على جفاف وبالتالي تتصحر المشاعر، ويغلب على حياتهما الفتور.
تأكد أخي الفاضل أن الفتور العاطفي ينتج في معظم الأحيان بسبب عوامل نفسية داخلية كالإحباط المتكرر أو التوتر والقلق وعدم الرضا من تصرفات الطرف الآخر. فحين يتوقف أحد الزوجين عن أداء دوره الإيجابي خاصة الدعم العاطفي والمعنوي، لأي سبب كان، ستصبح العلاقة فاترة ومملة
فعليك أن تتنبه لهذه الأمور لكي لا تقتل مشاعر الحب المتبادلة بينك وبين زوجتك. ولا تقف موقف المتفرج، فتسمح للفتور أن يتغلغل في حياتكما منذ بدايتها، ولا تستسلم لأي ظروف قد تساعد على بناء أي فجوات بينكما
فكما لاحظت أنت انه في بداية زواجك (في أيام الملكة)، كيف كانت لديكما شحنة متقدة من العواطف.. وكيف كانت الرومانسية تطغى في معاملاتك وتصرفاتك مع زوجتك، مما أضفى لحياتكما نكهة خاصة، ولكنك وبمرور الوقت وبسبب تعودك على زوجتك وانشغالك بأعمالك، اختلفت طريقة تعبيرك للحب، فأصبحت أكثر هدوءا وسكينة وعقلانية، ولذلك بدأت تقصر في عطاءك ودعمك النفسي لها، فكانت ردة فعلها هي أن انشغلت هي أيضا في واجباتها ومسئولياتها الأخرى، فبدأت جذوة الحب في الفتور، وبدأ الملل يتسرب شيئا فشيئا في حياتكما إلى أن أفقدكما طعم الحب
فلا تجعل عملك يشغلك عن واجباتك تجاه زوجتك، ولا تقصر معها أبدا في منحها حبك واهتمامك. فللأسف أن الكثير من الأزواج أو الزوجات (خاصة الأزواج) يظنون أنه متى ما اقترن بالآخر بعقد قران رسمي، فانه قد امتلكه حسيا وجسديا إلى الأبد، طالما كان عقد الزواج نافذا!! فلا يكلف نفسه مع مرور الأيام مشقة الاهتمام بالجانب العاطفي للطرف الأخر، ولا يدرك انه بذلك يضيع منه رفيق حياته ويضيع فرص العيش الهانئ السعيد مع أفراد أسرته. لأنه سيخسر الطرف الآخر حسيا ومعنويا وفكريا، وسيفقد كل طرف الرغبة في إرضاء الآخر، لقناعته بأن اهتماماته لا تهم الطرف الأخر، وبذلك لن يتبقى له منه سوى الجسد الذي يتحرك للقيام بمسئولياته بلا روح، وبهذا تتراجع العاطفة لتحل محلها العادة. فعليك أن تشعرها أنها متمركزة في المقام الأول في حياتك، ولا تهمشها أبدا.
لا تعتقد أن مسئوليتك تنحصر في توفير الدعم المادي للأسرة فقط، فعليك أن توفر الدعم المعنوي والحسي لأسرتك أيضا ابتداء من زوجتك، فعليك أن تتفاني في إسعادها والتقرب إليها بما تحب لتتفانى هي أيضا في سبيل إسعادك بكل ما أوتيت من طرق، لتغرقك في انهار حبها وحنانها واهتماماتها.
أخي الفاضل..
ابحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الفتور وحاول أن تحلها وتتجنب الوقوع فيها مرة أخرى
راجع نفسك فقد تكون سلبيتك وعدم اكتراثك بها أو برغباتها، (خاصة في بعض اهتماماتها التي قد تظنها أنت تافهة من وجهة نظرك ولكنها في غاية الأهمية بالنسبة لها)، وغيابك الطويل عنها يؤزمها نفسيًّا، ويشعرها بالوحدة والفراغ العاطفي، فتتراكم داخلها طبقات من الجليد تطفئ جذوة الحب واللهفة في قلبها، فتصاب بالفتور والنفور. فعليك أن تغير أسلوب معاملتك لها وتتودد إليها ولا تهمشها لتذيب الحواجز الجليدية التي تراكمت بداخلها.
قد يكون لزوجتك يدا في هذا الفتور العاطفي الذي تعاني منه، وقد ينتج هذا عن جهلها بمسئوليتها تجاهك، حيث تعتقد انك ستسعد بها إذا قامت بأداء واجباتها المنزلية، وتربية أبناءها على أكمل وجه، فهي لا تدرك أن الزوج بحاجة في المقام الأول إلى الحب والحنان، والمشاعر الدافئة، والعقلية المتفتحة التي يمكنها أن ترتقي إلى مستوى تفكيره ليتبادل معها الحديث عن أماله وأحلامه، وليتمكن من بث همومه دون أن تزيد منها. فعليك أن تصحح هذا الاعتقاد لديها.
قد يكون أسباب هذا الفتور عدم التوافق الفكري، أو العمري، أو عدم التناغم في لغة المشاعر والأحاسيس بينكما، والذي لم يظهر في الأفق منذ بداية زواجكما ولكنه ظهر لك بعد طول العشرة واللقاءات المتكررة. فإذا كان الأمر كذلك، تذكر أنها زوجتك وأنها قدرك ونصيبك ويجب أن ترضى به، وعليك أن تفهم نفسية زوجتك وطباعها وتحتويها، وتكتشف مميزاتها وتطوعها لمصلحتكما بالطريقة التي تسعدكما سويا وتتأقلم معها.
حذار من مقارنة زوجتك أو حياتك بغيرك، لأن هذه المقارنات قد تدمر الحياة الزوجية، وتزهدك في حياتك، ويفضل أن تكون المقارنة لمن هو أقل منها. حاول دوما أن تتذكر محاسنها ووقفاتها وقفشاتها السابقة، واللحظات الجميلة التي قضيتها معها بدلًا من عد سيئاتها وهفواتها. وأبحث عن الاهتمامات المشتركة بينكما، لمزاولتها سويا في نفس الوقت، لقضاء وقت إيجابي يدعم الاندماج بينكما فيزيد من ترابطكما، وتذكر أنك إذا أحسنت استخدام الشيء القليل الذي لديك سيكون كثيرًا.
قد يكون السبب في الفتور العاطفي الذي تعاني منه، هو طباع زوجتك أو نوعية شخصيتها كأن تكون شخصية نكدية، أو أنانية، أو عدوانية، أو مفرطة في الحساسية، أو متمردة، ولذلك انخرطت في العمل المتواصل لكي تهرب من المواجهة التي قد تفتح عليك أبوابا أخرى، دون أن تكلف نفسك عناء البحث عن سبب هذه المشكلة، وما تنطوي عليه عوامل ودوافع نفسية سببت في هذا النفور لتعالجها.
وقد يكون السبب هو أنك وبعد أن جلست مع زوجتك مرات عدة أو بعد معاشرتها، شعرت أنها لا تبادلك نفس المشاعر، ثم مع مرور الوقت وبسبب إهمالها لك وسلبيتها وبرودة مشاعرها تجاهك، بدأت تتسرب إليك نفس المشاعر واللامبالاة وبالتالي وقعت في شراك الفتور العاطفي.
قد يكون لزوجتك طموحات وأحلام تتمنى أن تساندها في تحقيقها ولو بعبارات التشجيع، أو العكس، وقد يترجم عدم تفهم الطرف الآخر لهذه الطموحات بعدم التقدير أو عدم المشاركة، فينشأ الإحباط الذي يليه النفور أو الفتور.
وقد تكون زوجتك عملية أو منطقية أكثر منك رغم حبها لك، مما يجعلها تهمل العواطف وتنشغل بمسئولياتها الأسرية أو العلمية أو العملية.
قد يكون السبب هو قناعة أحد الزوجين أو كلاهما بأن الطرف الآخر مدرك تماما قدر حبه له، وأنه ليس بحاجة لإثبات ذلك، فينشغل عنه بالآخرين أما بسبب مصالح معينة أو على سبيل المجاملات، ولا يتنبه انه بذلك سيبني أسوارا عالية من الجفاء بينه وبين من يحب وعندما يتسلق السور سيسقط في حفرة من حفر الفتور العاطفي قد لا يتمكن الخروج منها بسلام.
قد لا تكون ممن يحسن التعبير عن المشاعر، فلا يكفي أن تستخدم نفس عبارات الحب والغرام أو الإطراء في كل مرة، فهذا يخلق جوا من التعود والروتين الذي قد يؤدي إلى الجمود العاطفي، فالتغيير والتجديد مهم جدا ليقع التأثير المطلوب. ولكن تذكر أن الكلمات لوحدها لا تكفي فالكلمات الجوفاء التي تخرج من اللسان لن تؤثر إذا لم تصطحبها النظرة الودودة أو اللمسة الحانية أو نبرات الصوت الدافئة أو المشاعر الصادقة، لتتناغم الكلمات مع الأفعال فيتم التفاعل المطلوب.
قد تغلب على أحاديثكما صيغة الشكوى أو المشاكل اليومية، وهذه من الأحاديث المزعجة والمملة، التي تعكر المزاج ولا تترك مجالا لانطلاق العواطف والمشاعر الجميلة، مما يؤدي إلى الفتور العاطفي. فحذار من المبالغة في الشكوى أو الحديث عن المشاكل، خاصة التي لا حل لها.
قد تكون ممن يؤثرن الصمت عن الكلام، اقتداء بالحكمة التي تقول: (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) ولكن هذا المثل يجب ألا ينطبق في العلاقات الزوجية، فالصمت الدائم أو الطويل بين الزوجين يكبت المشاعر، بل قد يحول مشاعر الحب إلى نفور، ويبدأ الفتور.
أخي..
يجب عليك أن تجلس مع زوجتك جلسة حوار هادئ هادف، لتناقش وإياها هذا الأمر دون همز أو لمز أو تجريح، للبحث عن علاج سريع لهذا الفتور قبل أن يتصاعد أكثر وأكثر فيصل إلى نقطة حرجة يصعب إصلاحها.
حذار من أن تقع في فخ حب السيطرة والتحكم والسلطة، فتصبح لغة الحوار بينكما مجرد مطالب أو أوامر تمليها عليها لتنفذها فقط، وبهذا تغيب عنكما كلمات الحب والحنان، وتنطفئ المشاعر التي تعطي للحياة الزوجية طعما مميزا.
يجب أن يتضمن الحوار، ذكريات الماضي الجميلة، وخطط المستقبل، ومناقشة الوضع الحالي من حيث إيجابياته وسلبياته، وأسبابه وتداعياته وكيفية التغلب على هذه السلبيات.
حاول أن تجدا حلا يمكنكما الالتزام به لتتمكنا من الخروج من دائرة الملل وتداعياته النفسية، وعليك أن تؤكد لها أهميتها بالنسبة لك، وتمسكك بها وحرصك على تجديد الحياة بينكما.
حذار من إلقاء التهم عليها وتحميلها المسئولية فيما حدث، فليس المهم أن نلقي باللوم على الآخرين، فالأهم هو أن نعرف كيف نعالج الخطأ.
استمع جيدا لعباراتها ولا تقاطعها، دعها تعبر وتنفس عن مكنونات صدرها. فإذا لم يكن لديها شيء محدد تعتقد أنه هو المسبب لهذا الفتور.. أو إذا لم تكن تشعر هي أيضا بالفتور العاطفي كما تشعر أنت!! فاسألها عن وجهة نظرها في وضعكما الحالي، وهل تشعر بأي فرق، على الأقل من طرفك أنت!! دعها تتحدث وتعبر عن رأيها إلى أن تصل إلى لب المشكلة، ثم اطلب منها أن تقترح عليك الوسائل التي تعتقد هي من وجهة نظرها أنها ستعيد وتوقظ بها مشاعر الحب التي غطت في النوم العميق.
ليكن لك في سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في طريقة تعاملك مع زوجتك، من حسن العشرة والملاطفة والملاعبة، والعفو والمسامحة فكلها تزيد من قوة الرابطة والمحبة بين الطرفين.
احرص على استخدام العبارات الإيجابية وكلمات الثناء عندما تتعامل مع زوجتك وأسرتك، فكلماتك الرقيقة النابعة من قلبك المحب هي سلاحك الفعال الذي يمكنك أن تحقق وتصل به إلى كل ما تريد. فالكلام العاطفي يثير المرأة ويسعدها، وعندما تكون سعيدة معك ستحرص على إسعادك.
أكثر من الإطراء على محاسنها وامتدح أفعالها التي تستحسنها مهما صغرت وشجعها على الاستمرار والتطور إلى الأحسن.. وترفق عليها عندما تصف لها عيوبها التي يمكنها إصلاحها، وحذار أن تحقرها أو تحتقرها، فالاستهزاء وجرح المشاعر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى النفور والفتور.
عزز كلماتك بتصرفاتك، واحرص على المواقف الصغيرة المعبرة، دعها تشعر بحبك الروحي والمعنوي لها وليس الجسدي فقط، تفهم طبيعة زوجتك وتقلباتها النفسية الطبيعية التي تمر بها وحاول أن تدعمها عاطفيا في تلك الفترة، وقف بجوارها خاصة عندما تكون في حاجتك، بدل أن تتصيد لها المواقف أو الأخطاء، فهذا يزيد من قوة الارتباط بينكما.
حذار ومن أن تنظر إلى حقوقك فقط، وتطالب الطرف الآخر بتحقيقها رغم عدم التزامك بواجباتك لها.
حذار أن تلقي على عاتقها مسئولية البيت والأولاد وكل شيء، وتتراخى أنت أو تتنصل من واجباتك، فتزداد عليها الضغوط والهموم، فلا تجد وقتا للعواطف، فيقع الجميع في شراك الفتور العاطفي.
لابد من كسر الروتين اليومي لحياتك الأسرية، فاحرص أنت وهي على التغير المستمر، حاولا أن تجددا حبكما دوما بين فترة وأخرى وحافظوا عليه.
عليك أن تتعلم وتعلم زوجتك كيف تتحرى عن الوسائل التي تساعد على تحقيق المتعة الجنسية لكليكما معا حسب رغبات واهتمامات الطرف المقابل، كاختيار الثياب المثيرة، والعطور المميزة، والأجواء الرومانسية، والروائح العطرة، وتغيير وضعية الأثاث أو تجديده، خاصة في غرفة النوم، واستخدام الإضاءات الخافتة والشموع المشتعلة، والمرايا العاكسة، وغيرها لإضافة نكهات جديدة ومختلفة ومميزة في كل لقاء فيتجدد الحب وتتقد العواطف وتنطلق المشاعر. وذلك لضمان استقرار الحياة الزوجية واستمرارها بإذن الله.
ينصح أحيانا بأخذ إجازة زوجية ولو ليوم أو يومين أو أسبوع حسب الحالة، ليتجدد اللقاء بلهفة وشوق. شرط أن يكون هذا القرار مشترك بين الطرفين، وحذار من الابتعاد الطويل، لأنه قد يولد مشاعر سلبية مختلفة منها النفور أو التعود على الحياة دون الشريك الأخر
وأخيرا وليس أخرا.. لا تنسى أن تتوكل على الله وتدعوه في كل خطوة تخطوها ليثبتك عليها ويحقق لك ما تريد، فتحصل على السعادة في الدارين.
الكاتب: د. سلوى البهكلي.
المصدر: موقع المسلم.